رمضان شهر كريم، وفرصة غالية يجب استغلالها في تكثير الحسنات والتقرب إلى رب السماوات بجميع أنواع النوافل والطاعات.
إليك أخي الحبيب بعض فوائد مقتطفة من صيام رمضان .
الفائدة الأولى: تسلية هذه الأمة، وأنها لم تُكَلَّف شيئاً لم تُكَلَّف به الأمم السابقة.
لأن من المعلوم أن في الصوم نوع مشقة؛ ولاسيما في أيام الصيف الطويلة الحارة؛ ولكن الله سلَّى هذه الأمة بأن الصوم قد كتب على مَن قبلَهم. قال تعالى: { كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ }
الفائدة الثانية: رقي هذه الأمة إلى الخصال الحميدة التي ترقَّى إليها مَن سبقَها.
يعني: أن جميع الفضائل التي سبقت إليها الأمم فإن هذه الأمة ولله الحمد حازتها، لم تُحرم هذه الأمة خصلة من الخصال الحميدة التي وصلت إليها الأمم السابقة.
الفائدة الثالثة: كف النفس عن محارم الله وإلزامها بطاعة الله.
قال تعالى: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة:183] هذه الفائدة هي روح الصوم، وهي: تقوى الإنسان لربه عزَّ وجلَّ :- والتقوى: اسم من الوقاية، فهي -أي: التقوى- أن يَتَّخِذ الإنسانُ وقاية من عذاب الله؛ ولكن بماذا يَتَّخِذ وقاية من عذاب الله؟ بفعل الأوامر، واجتناب النواهي.
الفائد الرابعة: تربية النفس على الصبر والتحمل.
الصوم جامع لأنواع الصبر الثلاثة، ففيه: صبر على طاعة الله. وصبر عن معصية الله. وصبر على أقدار الله المؤلمة.
الصبر على طاعة الله: لأن الإنسان يحبس نفسه على أن يقوم بهذا الأمر، هذا صبرٌ على ماذا؟ على طاعة الله.
صبرٌ عن محارم الله: يتجنب الصائم ما حرم الله عليه، سواءً كان محرماً لخصوص الصوم كالأكل والشرب، أو محرماً على سبيل العموم كالغيبة والكذب، فهو يصبر نفسه عن فعل المحرم.
صبر على أقدار الله المؤلمة: وهي ما يصيب الصائم من الهلع والعطش والجوع والخمول؛ لأن كل هذا يحصل للصائم، لاسيما في أيام الصيف الطويلة الحارة. لذلك كان فيه تربية عظيمة للنفس على الصبر والتحمل.
الفائدة الخامسة: تذكر الإنسان لما أنعم الله به عليه من الغنى.
أن الإنسان يتذكر به نعمة الله عليه بالغنى، وتيسير الأكل والشرب والنكاح؛ لأنه في النهار لا يأكل، ولا يشرب، ولا يتمتع بالنساء، يعني: لا يتمتع بالنساء بالجماع. فيتذكر نعمة الله عليه بتيسيرها، وأنه إذا حرمها فات عليه كثير من مقاصده، فيتذكر النعمة.
الفائدة السادسة: استشعار الإنسان لحال إخوانه الفقراء.
الفقراء يعجزون عن الأكل والشرب والنكاح، فيتذكر حال إخوانه فيعطف عليهم، ويرحمهم.
الفائدة السابعة إتمام الإنسان لحقيقة العبودية.
الفائدة الثامنة: إعانة الإنسان على التخلي عن الأشياء المحرمة.
أن الإنسان المدمن على الشيء المحرم يكون الصوم عوناًَ له على التخلي عنه.
لنضرب لهذا مثلاً بمن ابتلوا بشرب الدخان، فإن الصوم يعينهم على التخلي عنه، كيف؟ لأنهم في النهار لن يتناولوه، لن يشربوا، أيش يبقى عندنا؟ يبقى الليل، فيمكن أن يشتغل بالأكل المباح، وبالسمر مع إخوانه الذين لا يشربون الدخان, ويتلهى وإن شق عليه؛ لكن يتلهى ويصبر حتى يمرن نفسه، وهو إذا مرَّن نفسه في خلال شهر كامل عن شرب الدخان فسوف يسهل عليه الإقلاع عنه.
الفائدة التاسعة: إجابة دعوة الصائم.
قال الله عزَّ وجلَّ : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
وقد جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن للصائم دعوة لا ترد ) .
الفائدة العاشرة: تحريم أكل أموال الناس بالباطل.
قال الله تعالى : { وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ } هذا حرام مطلقاً، أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل.