لذا ان معرفة افات الطريق من المهمات التي تنبغى للسائر معرفتها , فجعل من الهداية في الطريق التخلص من افات الطريق وحزوناته. .
فانتبه لاخطر هذه الافات
الآفة الأولى: الخوف من وحشة التفرد:
عليك بطريق الهدى ولا يضرنك قلة السالكين , واياك وطرق الضلالة ولا يغرنك كثرة الهالكين. ومن سنن الله الربانية الكونية ان اهل الحق دائما قلة .. هذا أصل ينبغى الا يفوتك.
على العكس: تجد وصف الكثرة دوما مع اهل الباطل , قال الله تعالى ” وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ ” فاذا تبين لك ذلك فاياك ان تستوحش من قلة السائرين معك على الطريق .
الآفة الثانية: فضول الكلام والخلطة:
هذه اخطر تلك الافات .. فضول الكلام والخلطة أكثر من الحاجة .. ان يصير لقاء الناس شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود , وقد قيل: اذا رأيت نفسك تأنس بالخلق وتستوحش من الخلوة , فاعلم انك لا تصلح لله ..
وان من علامات الافلاس الاستئناس بالناس. فان الاجتماع بالناس لا يخلو من افات اهونها ان تتزين للخلق وقد ذكر عن بعض اهل الحديث انه قال: لان القى الشيطان أحب ألىّ من ان القى حذيفة المرعشى اخشى ان اتزين له فأسقط من عين الله.
الآفة الثالثة: النفق المظلم:
يصادف السائر في طريقه نفقا مظلما لا يستطيع أن يميز فيه طريقه من الطرق الأخرى ما لم تكن أضواء اليقين كاشفة , ومسالك الطريق معروفة كيلا يضيع السائر مساره , أو يتناثر أشلاء تحت وقع الكارثة أو يسرف في التفاؤل عندما يبصر نورا في اخر النفق قد يكون وهم سراب.
ان مثل هذا النفق كفتن الخلاف بين المسلمين , إذ بينما يسير السائر في ركبه الميمون والطريق سالكة وهو ينتظر الوصول إلى المحطة التالية فجأة يظلم الطريق تماما كالذى يدخل النفق يفاجأ بالظلام الدامس بعد النور المبهر وللمخرج من هذا النفق المظلم فهو الا تشغل نفسك بالمناقشات والجدال والردود التي لاتجدي نفعا.
الآفة الرابعة: جسر على الطريق:
وفى الطريق جسر لابد من تجاوزه وعبوره إذ إن هذا شأن السالكين إلى الله – تعالى – في كل زمان ومكان بل وانه من شأن الأنبياء والمرسلين , ذالكم الجسر هو الابتلاء والمحن التي تصيب السائر.
فلابد من الصبر فيه الاحتساب والرضا عن الله تعالى وبه , فانه جسر الوصول .. وقد حفت الجنة بالمكاره وقد قيل للشافعى: أحب إليك أن يمكن الرجل أو يبتلى , قال لا يمكّن حتى يبتلى.